هل تحل تركيا مركزاً بديلاً للشركات الأمريكية بعد انسحاب الأخيرة من روسيا

هل تحل تركيا مركزاً بديلاً للشركات الأمريكية بعد انسحاب الأخيرة من روسيا

بعد اشتعال الأزمة السياسية بين روسيا من جهة والولايات المتحدة مع دول الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى جراء الحرب الروسية على أوكرانيا، وما تبع ذلك من مقاطعة وعقوبات اقتصادية على روسيا، بدأت الشركات الأمريكية العاملة في روسيا بالبحث عن مكان بديل لنقل أعمالها إليه.

وظهرت تركيا كبديل أوفر حظاً في استقبال تلك الشركات، خاصة بعد تجربة سابقة لبعض الشركات العالمية متعددة الجنسيات في نقل مقراتها ومصانعها من الصين إلى تركيا، بعد أزمات سياسية عدة بين الولايات المتحدة والتنين الصيني.

ونظراً لموقع تركيا الجغرافي المميز، والبنية التحتية المتطورة وشبكة المواصلات الحديثة التي تتمتع بها البلاد، إضافة إلى توفر الأيدي العاملة، كانت تركيا الدولة الأكثر إمكانية في استقبال تلك الشركات، والأكثر ملائمة بأن تكون بديلاً استثمارياً مهماً.

وتحدث رئيس مجلس الأعمال التركي الأمريكي محمد علي يلجينداغ، خلال تصريحات صحفية أدلى بها الأسبوع الماضي، أن 5 آلاف شركة ومصنع أمريكي في روسيا، يبحثون عن مكان جديد لهم، مشيراً إلى أن السفارة الأمريكية دعت ممثلي الشركات لزيارة تركيا التي ستكون ملاذاً آمناً لهم.

اهتمام أمريكي رسمي بنقل الاستثمارات إلى تركيا

وفي إطار رسمي ضمن مساعي الولايات المتحدة الأمريكية لإيجاد مكان بديل لشركاتها المنسحبة من روسيا، أشار يلجينداغ إلى أن 10 من أعضاء الكونغرس الأمريكي سيقومون بزيارة تركيا خلال شهر أبريل / نيسان القادم للتباحث بشأن هذا الأمر.

وفي ذات السياق أكد رئيس مجلس الأعمال التركي أن نائب رئيس غرفة التجارة الأمريكية "مايرون بريليانت" سيزور تركيا في الـ 18 من مارس/آذار الجاري ضمن نفس الأهداف المعلنة.

الشركات في تركيا

دلالات أخرى تؤكد أن تركيا البديل الأفضل

أعطت الأجندة الدبلوماسية التركية دلالات أكثر ترجيحاً بأن تركيا ستكون البديل الأكثر حظاً في استقبال الشركات الأمريكية المنسحبة من روسيا، وذلك من خلال ازدحام تلك الأجندة بلقاءات واجتماعات المسؤولين الأتراك مع أعضاء الكونغرس الأمريكي ووزارة ومؤسسات التجارة الأمريكية.

كما أن تركيا ستستضيف الحدث الاستثماري الذي تُنظمه "AmCham"، والتي تُمثل 110 شركة أمريكية برأس مال يقترب من 50 مليار دولار، حيث سيتم في هذا الحدث استعراض فرص الاستثمار في تركيا لنائب رئيس غرفة التجارة الأمريكية "مايرون بريليانت" ورجال الأعمال الأمريكيين المرافقين له.

تركيا بديلاً عن الصين

وفي ظل صعود الصين الكبير على المستوى الاقتصاد العالمي، اصطدمت مصالح الولايات المتحدة الأمريكية مع نفوذ الصين الاقتصادية، وبالتالي بدأت معركة اقتصادية بين البلدين أدت إلى خفض الولايات المتحدة وارداتها من الصين بمقدار 90 مليار دولار في السنة، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 200 مليار دولار عام 2023.

في المقابل كان شهد التبادل التجاري بين الولايات المتحدة وتركيا حركة نشطة في الوقت ذاته، حيث بلغت الزيادة في صادرات تركيا إلى أمريكا نحو 30% بمقدار 16 مليار دولار.

وخلال السنوات الأخيرة، نجحت تركيا في جذب انتباه عديد من المستثمرين الدوليين من خلال أداء النمو المذهل والإصلاحات الهيكلية التي نفذتها في السنوات العشر الماضية. أصبحت البلاد في المرتبة التاسعة بين أكثر وجهات الاستثمار الدولي المباشر رواجاً في جميع أنحاء أوروبا في عام 2020.

كما يبرز موقع تركيا الاستراتيجي، الذي يوفر حوافز كبيرة للمستثمرين، إحدى أهمّ المزايا التي تقدّمها للمستثمرين الدوليين. بالإضافة إلى ذلك، فإن حقيقة أنه يمكن الوصول إلى 1.3 مليار شخص واقتصاد يبلغ 26 تريليون دولار في المراكز المهمة في أوروبا وشمال إفريقيا ومنطقة الخليج وآسيا الوسطى بالطيران 4 ساعات، تجعل تركيا قاعدة إنتاج وإدارة مهمة.

الأجانب في تركيا

 

تحرير: تبادل للتجارة الدولية

المصدر: TRT عربي

هل أعجبك موضوعنا؟ يمكنك مشاركته مع أصدقائك! 

facebook twitter whatsapp