كل ما تريد أن تعرف عن قطاع التكنولوجيا في تركيا

كل ما تريد أن تعرف عن قطاع التكنولوجيا في تركيا
جدول المحتويات

هل تُعتبر تركيا بلداً متقدماً تكنولوجياً؟

دخلت التكنولوجيا جميع مناحي الحياة، حتى صار التقدم التقني هو السمة الأبرز للحياة المعاصرة، كما صارت الدول تباهي بتطورها التكنولوجي، وذلك يعود إلى انعكاس الاهتمام بالتكنولوجيا وتطورها وحيازة عوامل القوة فيها على ازدهار الدولة التي تعتني بالتكنولوجيا وتواكب التطور المتسارع في عالم التكنولوجيا، ولا يقتصر دخول التكنولوجيا على جانب واحد، بل إنها تدخل في مختلف المجالات من التعليم إلى الاقتصاد، والرعاية الصحية، والقطاعات الخدمية، والصناعة، ولا بد منها لتطوير الصناعة، والزراعة، وعمليات التبادل التجاري، والنقل، والمراقبة الرقمية، وسائر المجالات الحيوية.

ولم تكن تركيا خارج القاعدة المشار إليه في الاهتمام بالتكنولوجيا الحديثة، والسعي إلى مجاراة تطورها المتسارع، فقد قطعت تركيا أشواطاً طويلة في مجال تحديث بنيتها التكنولوجية، حتى أنها في عام 2022 وصلت مستوىً قياسياً وفقاً لمؤشر الابتكار العالمي، وذلك بارتقائها إلى المرتبة الـ 34 عالمياً من بين 132 دولة، ومؤشر الابتكار هو مؤشر يقيس أداء الابتكار في دول العالم عبر مدخلات، ومخرجات الابتكار، بناءً على المؤسسات، والقوى العاملة، والبنية التحتية، وتطور الأسواق والأعمال التجارية، ومخرجات المعرفة والتكنولوجيا والإبداع، وانتقلت تركيا بحق من بلد مستورد للتكنولوجيا إلى دولة من أكبر المصدرين لها!

وبوتيرة متسارعة جداً باتت تركيا تعتمد على الإنتاج المحلي في جزء كبير ومهم من متطلباتها في الصناعات التكنولوجية المدنية والعسكرية، بعد أن كانت تعتمد على الخارج بشكل شبه كامل، حيث أنجزت في السنوات القليلة الماضية عدداً كبيراً من المشاريع الضخمة التي مكنتها من تطوير صناعاتها في قطاع التكنولوجيا بصورة كبيرة.

قطاع التكنولوجيا في تركيا

المراحل التي مر بها قطاع التكنولوجيا في تركيا

منذ تأسيسها عام 1923 سجلت تركيا عدة محاولات لإنتاج آلاتها وماكيناتها وأسلحتها بإمكانياتها المحلية، بيد أنها لم تنجح في البداية، وذلك إما بسبب عدم توفر الدعم اللازم من قبل الحكومة لتلك المحاولات والمشاريع، أو بسبب وجود عقبات متعمدة من جهات وقوىً كانت تريد بقاء تركيا محتاجة للخارج ومعتمدةً في إنتاجها على صادرات الدول الكبرى.

وفي عام 1980 بدأت تركيا تفكر بشكل جدي في برامج الاستقلال الصناعي لتعويض الصادرات التقنية التي كانت محظورةً عليها بسبب أزمة شمال قبرص، لكن القفزة اللافتة في نمو قطاع التكنولوجيا في تركيا كانت بعد عام 2003 تزامناً مع توجه الحكومة التركية إلى الصناعات التقنية المختلفة، لتبدأ تركيا النهوض بالفعل في تطوير صناعاتها التكنولوجية في جميع المجالات، فقد نما نظام البحث والتطوير والابتكار الذي أنشأته تركيا منذ 20 عاماً وهو يواصل باستمرار تحقيق نجاحاته الباهرة.

كما ارتفع عدد مراكز "تكنوباركس" التي تضم شركات التقنية التركية من مركزين في عام 2001 إلى 84 مركزاً عام 2019 موزعة على 56 مدينة تركية.

وقد اجتازت تركيا اعتباراً من ديسمبر/كانون الأول 2022، الاختبارات الوظيفية الأولى، واختبارات الفراغ الحراري لأول قمر صناعي محلي للاتصالات "TÜRKSAT-6A" (توركسات-A6)، وبذلك تكون تركيا قد طورت أول منصة اتصالات محلية مع القمر"TÜRKSAT-6A"، ويمتاز القمر الصناعي التركي الجديد بأن الطاقم المشرف على صناعته من الأتراك، وبأن تجهيزه كان بإمكانات محلية خالصة.

وقد ساهمت استثمارات البنية التحتية للألياف الضوئية في تسريع الإنترنت داخل تركيا وزيادة عدد المستخدمين، مع توسيع مساحة تغطية شركات تغذية الإنترنت التركية.

مقارنة قطاع التكنولوجيا في تركيا مع دول العالم الأخرى

كانت تركيا متأخرةً في قطاع التكنولوجيا، مثلها مثل العديد من الدول النامية، إلا أنها وبدايةً من فترة تسعينات القرن الماضي حاولت تنمية قدراتها المحلية في مجال التكنولوجيا ساعيةً للتخلص من التبعية في هذا المجال، وبالفعل فقد ظهرت مطلع التسعينات شركة كاسبر المنشأة على يد 3 مهندسين أتراك، ثم غدت الشركة فيما بعد علامةً مسجلة معروفة على مستوى العالم، كما برزت شركات تركية أخرى في إنتاج الهواتف الذكية المحلية، مثل: شركة (General Mobile) التركية التي أُنشئت عام 2005 وغيرها من الشركات.

هذا، وقد كان لدى الحكومة التركية عزم على استبدال 30% من إنارة الشوارع بأنظمة إضاءة LED ذكية خلال هذا العام 2023، ليتم تركيب أنظمة النقل الذكية (ITS) في العديد من المدن التركية، وعبر تقنيات إدارة النفايات وإعادة التدوير، فإن تركيا تتوافق مع معايير الاتحاد الأوروبي في إنشاء بنية تحتية بيئية، وسوق تكنولوجيات بلغت قيمتها 96 مليار دولار يتوقع أن تكتمل في عام 2024، ليُستفاد من أنظمة تحويل النفايات في توليد الطاقة منها، وقد استفادت شركة Pfizer الأمريكية من هذه الأجواء التكنولوجية في تركيا وذلك من خلال إنشاء الشركة مراكز بحثية موسعة ومكاتب لها في تركيا.

وكدليل على تقدم التكنولوجيا في تركيا فإن 69% من البرمجيات المستخدمة في تقنيات المعلومات في تركيا هي محلية الإنتاج، بالإضافة إلى أن عائدات تركيا من صادرات منتجات التكنولوجيا العالية والمتوسطة والمنخفضة، بلغت نهاية عام 2021، 212 ملياراً و809 مليون دولار، بنسبة نمو بلغت 33% مقارنة بالعام 2020.

كما حققت تركيا عائدات بقيمة 136.5 مليار دولار من صادرات المنتجات التكنولوجية، خلال الأشهر الـ 7 الأولى من عام 2022، لتحقق بذلك تركيا نمواً بنسبة 19.2%، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق 2022.

وتزامناً مع ازدياد صادرات تركيا من المنتجات التكنولوجية، فقد انخفضت وارداتها من منتجات القطاع نفسه بنسبة 6.3%.

ما هي أبرز مكونات قطاع التكنولوجيا في تركيا؟

عندما يحين الكلام عن أبرز مكونات قطاع التكنولوجيا في تركيا، فلا بد لنا أن نتكلم عن مركز "وادي المعلوماتية" (Bilişim Vadisi) الأكبر في تركيا أو ما يعرف بـ: وادي السيليكون التركي الذي  أنشئ ليكون حاضناً لمشاريع تقنية تغزو العالم، وذلك في إطار سعي تركيا لتحقيق اكتفائها الذاتي تكنولوجياً، إذ افتُتح هذا الوادي أواخر عام 2019 في ولاية كوجالي على مساحة نحو 3 ملايين متر مربع، وقد شهد الوادي إنتاج أول سيارة كهربائية تركية سيارة "توغ" (TOGG)، وصحيح أن تركيا كانت قد أنتجت من قبل سيارات محلية، ولكن (توغ) هي أول سيارة كهربائية تنتجها البلاد.

وعموماً وبهدف دعم الصناعات التكنولوجية في تركيا فقد ظهر بعد عام 2000 توجهٌ تركيٌّ نحو إنشاء مناطق حرة للتكنولوجيا بالتعاون بين الجامعات، والشركات المتخصصة بتكنولوجيا المعلومات في تركيا، إذ تحظى هذه المناطق بإعفاءات ضريبية جزئية أو كلية، وقد وصل عدد المناطق التكنولوجية إلى أكثر من 81 منطقة في تركيا. 

ما هو مستقبل القطاع التكنولوجي في تركيا؟

للإجابة عن السؤال حول مستقبل القطاع التكنولوجي في تركيا، فلا بد من الاطلاع على رؤية القيادة التركية حول هدفهم المرجو في مضي تركيا قدماً نحو التقدم التكنولوجي، إذ تلخص لنا تلك الرؤيةَ كلماتٌ للرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح بها نهاية الشهر الثامن من عام 2020، حيث قال: "إننا سنجعل تركيا قاعدة عالمية للإنتاج والتكنولوجيا"، وقال في حديث آخر له: "إنني أعلن الفترة المقبلة فترة تعبئة رقمية"، لتتكامل هذه التصريحات مع الاستراتيجية التركية التي أُعلن عنها في أغسطس/آب 2019 وكانت عبارة عن مبادرة عرفت باسم (end-to-end localization) أي: التوطين الشامل، بغية التقليل من استيراد السلع الاستراتيجية والتي تكلف تركيا ما قيمته 30 مليار دولار، كما تسعى تركيا عبر هذه الخطة إلى زيادة الصادرات التكنولوجية التركية، وزيادة حجم مساهمتها في الناتج المحلي التركي.

ما هي أشهر الصناعات التكنولوجية في تركيا؟

شهد عام 2021 بروز كثير من الأفكار الجذابة في عالم التجارة الإلكترونية من تركيا هذه المرة، وليس من وادي السيليكون في الولايات المتحدة، وذلك بخلاف العادة دائماً، حيث ضخ المستثمرون مليارات الدولارات في شركات ناشئة تعمل في مجال توصيل منتجات البقالة خلال 10 دقائق، وأحد الرائدين في هذا المجال كان شركة "غيتير" Getir التركية، التي تجاوزت قيمتها السوقية مليارات الدولارات، بالإضافة إلى أن شركات تكنولوجيا تركية أُخرى كـ"ترنديول" Trendyol و"هيبسيبورادا" Hepsiburada، وكذلك شركات تطوير الألعاب، مثل: "بيك غيمز" Peak Games ، و"دريم غيمز" Dream Games، كلها تشهد ارتفاعاً لقيمتها السوقية التي تخطت مليار دولار، وهو الحاجز العالمي الذي عنده تعد الشركات الناشئة شركات ناجحة.

وفي سياق آخر، فقد أصبحت تركيا واحدةً من 4 دول فقط تمتلك أحدث التقنيات في مجال صناعة الطائرات دون طيار والمعروفة باسم (درون). 

الصناعات التكنولوجية في تركيا

كيفية استيراد الصناعات التكنولوجية في تركيا

لأن تركيا أبت إلا أن تحجز مكانها سريعاً ضمن مجال التقدم في الوسائل التكنولوجية عالمياً، عبر دعم وسائل الإبداع والاختراع في هذه الوسائل، فإن السؤال عن كيفية استيراد الصناعات التكنولوجية في تركيا لهو سؤالٌّ ملح، ومن الممكن التعرف على إجابته لدى التواصل مع شركة تبادل للتجارة الدولية، لتعطيكم الإجابة الأمثل عبر فريقها المحترف في استيراد مختلف المنتجات بما فيها المنتجات التكنولوجية من تركيا إلى مختلف أنحاء العالم.

استيراد منتجات التكنولوجيا الحديثة من تركيا بواسطة شركة تبادل

بعد الكلام عن التطور التكنولوجي في تركيا وكيف أنها أصبحت تنافس الدول الكبرى في التصنيع التكنولوجي، فلا بد أن المستوردين والتجار من خارج تركيا يبحثون عن التعامل مع شركة متخصصة بتصدير الصناعات التكنولوجية في تركيا إلى مختلف أنحاء العالم، ولذلك فإن شركة تبادل للتجارة الدولية تتيح لكم إمكانية التواصل مع فريقها المحترف من أجل الحصول على كافة المعلومات اللازمة حول المنتجات التكنولوجية المراد استيرادها، والماركات والمصانع الأشهر في إنتاج تلك المنتجات، وكيفية تخزينها، ثم شحنها، والتعرف على الخدمات التي تقدمها شركة تبادل في مجال التجارة الدولية، إذ يمكن الحصول على الاستشارة المجانية حول كافة الإجراءات المتعلقة باستيراد منتجات التكنولوجيا الحديثة من تركيا إلى جميع أنحاء العالم، فقط تواصلوا معنا...

معلومات ومواصيع أخرى مهمة، تعرف عليها:

 

تحرير: تبادل للتجارة الدولية©

هل أعجبك موضوعنا؟ يمكنك مشاركته مع أصدقائك!

facebook twitter whatsapp