دليلك للتعرف على الصناعات الدفاعية التركية

دليلك للتعرف على الصناعات الدفاعية التركية

يشكل سوق الدفاع العالمي أحد أهم المُدخلات الاقتصادية للدول المصدرة للأسلحة، بما فيها تركيا.

وفي ظل ما يعانيه الاقتصاد التركي من تضخم وديون تراكمية وانخفاض في قيمة الليرة التركية؛ بسبب عوامل داخلية بنيوية، وأخرى سياسية خارجية، فإن مكاسب نهضة الصناعات الدفاعية التركية تتجاوز النواحي السياسية والعسكرية إلى مكاسب اقتصادية مهمة، وتشير المقاييس الاقتصادية إلى أن شركات الصناعات الدفاعية التركية حطمت أرقاماً قياسية مع حجم مبيعاتها خلال عام 2020 على سبيل المثال مقارنةً مع نظيراتها الدولية.

تاريخ الصناعات الدفاعية في تركيا

بالنسبة للسياسات والإصلاحات الاقتصادية التي اتبعتها الحكومة التركية التي وصلت إلى السلطة بعد الأزمة المالية عام 2001، فقد كان لها دور بارز في تطوير الصناعات الدفاعية في تركيا.

كما أن مساهمة قطاع التصنيع العسكري برفد الاقتصاد التركي كانت قد زادت بشكل ملحوظ، حيث انخفضت حصة تركيا من واردات الأسلحة بين عامي 2015 و 2019 إلى نسبة 45% مقارنة بفترة الخمس سنوات السابقة لها، كما انخفض استيراد تركيا للعتاد العسكري من70% إلى30% فقط، حسب إحصاءات ترجع إلى عام 2022 مع ملاحظة استمرار انخفاض واردات تركيا من الصناعات الدفاعية،  وذلك بسبب تطور إنتاجها في هذا المجال.

وعلى سبيل المقارنة، فقد وصل حجم ميزانية مشاريع الدفاع التركية في عام 2020 إلى 60 مليار دولار، في حين كانت الميزانية في عام 2002 لا تتجاوز 5.5 مليار دولار، لترتفع بذلك الميزانية وتبلغ 11 ضعفاً تقريباً عنها في عام 2002!

كما ارتفع عدد شركات الدفاع التركية من 56 شركة في عام 2002، إلى  1500 شركة عام 2020، وعن إجمالي عدد العاملين في القطاع فقد بلغ قرابة 74 ألفاً، في حين أُنجز تنفيذ 700 مشروعٍ دفاعيٍ حتى عام 2020، كما أطلق نحو 350 مشروعاً جديداً بين عامي 2015 و 2020.

الصناعات الدفاعية التركية

كيف تطورت الصناعات الدفاعية التركية في السنوات الأخيرة؟

كانت ذروة التطور النوعي والكمي في صناعة الدفاع التركية بحلول عام 2020، وذلك مع دخول الصناعات العسكرية التركية ضمن ترسانة القوات الجوية والبحرية والبرية التركية، والتي ساهمت بزيادة القوة العسكرية التركية للجيش التركي، فضلاً عن توسع صادراتها إلى العديد من دول العالم، حيث دخلت عدة شركات تركية بقائمة التنافس العالمي بالصناعات الدفاعية ذات الجودة العالية.

كما ارتفع عدد الشركات التركية المصنفة ضمن أهم 100 شركة عالمياً وفق (تصنيف (Defense News إلى سبع شركات مصنعة للأسلحة، واحتلت شركة Aselsan، - وهي أكبر شركة دفاعية في تركيا- المرتبة 52 عالمياً وفقاً لذات التصنيف، ووصلت قيمة مبيعات الشركة إلى 2.1 مليار دولار، كما احتلت شركة TUSAŞ والمعروفة باسم: صناعات الفضاء التركية (TAI) المرتبة 48، فضلاً عن دخول شركات: BMC و  RoketsanوSTM  و FNSS  و Havelsan في قائمة أفضل 100 شركة في نفس التصنيف.

ويكمن نجاح تلك الشركات في حيازتها للخبرات العلمية والتصنيعية في مجال أنظمة الدفاع العسكرية، بما في ذلك تقنيات التصوير والبصريات الإلكترونية، فضلاً عن منتجات أخرى تم تطويرها من خلال الأبحاث العلمية المرتبطة بالتصنيع العسكري.

هذا، وتحتل تركيا المرتبة الرابعة عشرة بين أكبر مصدري الأسلحة  الدفاعية في العالم، حيث تغطي تركيا 1٪ من إجمالي الصادرات العالمية من الأسلحة الدفاعية وفقاً لمعهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).

أشهر الصناعات الدفاعية التركية

من بين آخر الصناعات العسكرية التركية وأشهرها نذكر لكم:

  • الطائرات بدون طيار Bayraktar TB2.
  • الطائرات بدون طيار .ANKA-S
  • الطائرة بدون طيار Aksungur UAV. 
  • صاروخ دفاع جوي منخفض الارتفاع حصار-A-.
  • سفينة إنزال الدبابة البرمائية .TCG Bayraktar
  • سفينة الهجوم البرمائية ( TCG Anadolu LHD) .
  • الحوض العسكري العائم.
  • سفينة الأبحاث الزلزالية .ORUÇ REİS
  • سفينة إنقاذ وسحب الغواصات.
  • سفينة دورية بحرية.

حجم صادرات تركيا من الصناعات الدفاعية

ارتفعت صادرات قطاع الدفاع التركي بنسبة 34.6٪ خلال عام 2019 مقارنة بعام 2018، وذلك وفقاً للإحصاءات التي كشفت عنها رابطة مصدري الدفاع (SSI)  وجمعية المصدرين الأتراك      .(TIM)

وقد صدرت تركيا منتجاتها العسكرية إلى 164 دولة حول العالم في عام 2019، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية  قد حصلت على النصيب الأكبر من صادرات صناعة الدفاع التركية، تليها دول الإتحاد الأوروبي ودول الشرق الأوسط.

وحصل ارتفاع كبير في صادرات السلاح التركي الحديث عام  2019 مقارنة بعام 2015، كما سبق وذكرنا، إذ ارتفعت قيمة طلبات التصدير التي لا تزال في طور الإنتاج، وزاد حجم الإنفاق المخصص لتطوير القطاع الصناعي العسكري.

وقد بلغ حجم مبيعات الدفاع والطيران فقط 11 مليار دولار أمريكي وذلك لعام 2020.

السلاح التركي الحديث

 أشهر الدول التي تستورد الصناعات الدفاعية من تركيا

بخصوص عدد الدول التي أبرمت اتفاقيات للتعاون العسكري والصناعات الدفاعية مع تركيا فعلياً فقد بلغ 84 دولة.

ففي بيانات جمعتها وكالة الأناضول التركية من مصادر في الصناعات الدفاعية التركية، شهدت تركيا خلال السنوات الأخيرة، تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة الهادفة إلى تعزيز حضور هذا القطاع على المستويين الإقليمي والدولي، وزيادة صادراته.

كما تقوم رئاسة الصناعات الدفاعية التابعة لرئاسة الجمهورية، بعقد اجتماعات تقييمية مع شركات القطاع الدفاعي بغية تحليل معطيات السوق وتحديد حجم العرض والطلب في هذا المجال، وذلك في إطار "مخطط التعاون الاستراتيجي الدولي" الذي أعدته لهذا الغرض.

وقد أثمرت الجهود التركية في هذا الصدد عن توقيع كثير من اتفاقيات التعاون وصفقات التصدير لمختلف منتجات الصناعات الدفاعية.

وفي هذا الإطار، ارتفع عدد الدول التي أبرمت اتفاقيات تعاون مع تركيا في مجال الصناعات الدفاعية، إلى 84 دولة كما ذكرنا.

وتساهم اتفاقيات التعاون هذه في تعزيز حجم صادرات القطاع، وتزيل العقبات التي تعترض صفقات التصدير.

ومن أبرز الدول التي وقعت اتفاقيات تعاون في هذا المجال مع تركيا، الولايات المتحدة الأمريكية، وقطر، والإمارات، وبريطانيا، وبنغلاديش، والجزائر، والصين، وفنلندا، والكيان الصهيوني، والكويت، ومصر، والنرويج، وروسيا، وتونس والأردن.

ووفقاً لبيانات TIM ( وكالة الإحصاء التركية)، فإن أكبر 10 مستوردين للأسلحة التركية (حتى شهر فبراير/شباط2020) هم: الولايات المتحدة (131،257 مليون دولار )، ألمانيا (38،229 مليون دولار)، الإمارات العربية المتحدة (26،091 مليون دولار)، الهند (23،984 مليون دولار)، هولندا (16.305 مليون دولار )، قطر (12،728 مليون دولار) ، سويسرا (12،062 مليون دولار)، المملكة العربية السعودية (11،354 مليون دولار )، المملكة المتحدة (8،653 مليون دولار) وأذربيجان (8،364 مليون دولار).

كيف تساهم الصناعات الدفاعية في الاقتصاد التركي؟

يكشف حجم الإنتاج للصناعات التركية وصادرات الصناعات الدفاعية التركية مدى مساهمة هذا القطاع في تنمية اقتصاد تركيا، والمساعدة في حل مشكلة عجز التجارة الخارجية، وهي أحد أكثر العوامل هشاشة في اقتصاد البلاد، فضلاً عن إسهامه مؤخراً في التخفيف وإن بشكل غير مباشر من انخفاض قيمة الليرة التركية.

ولا تقتصر الصناعات الدفاعية التركية على تجارة الأسلحة فحسب؛ بل هي تشتمل على مزيج من المجالات المختلفة، مثل: التعليم، والقوى العاملة المدربة، ومجالات التوظيف الجديدة، وقطاع البنية التحتية الاستثمارية الواسع، بالإضافة إلى التطورات العلمية والتكنولوجية، فضلاً عن توسيع نطاق المنتجات ذات الاستخدام المزدوج، وتغذية القطاعات الأخرى.

وقد تحولت الصناعات العسكرية التركية في الآونة الأخيرة من استثمار عديم الجدوى اقتصادياً إلى مكسب اقتصادي طويل الأمد.

 

معلومات ومواضيع أخرى مهمة، تعرف عليها:

 

تحرير: تبادل التجارية©

هل أعجبك موضوعنا؟ يمكنك مشاركته مع أصدقائك!

facebook twitter whatsapp

موارد تبادل